قصة المرابطين-الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
أما بعد
لعل كثيرا من القراء يتساءلون عن من هم المرابطون هل هي صفة أم جماعة أو شيء من هذا القبيل ؟ و هذه الفرضيات جلها خاطئة فالمرابطون دولة بحد ذاتها و من أعظم الدول الإسلامية و أكبرها حيث حكمت غرب إفريقيا ما يناهز قرنا من الزمان ما بين 544ه إلى 642ه و امتدت حدودها إلى ما يقارب ثلث القارة الإفريقية فكانت تحد ليبيا و التشاد و كذا السودان شرقا و إفريقيا الوسطى جنوبا و دويلات شبه الجزيرة الايبرية شمالا .
و يعود قيام الدولة المرابطية إلى اسم عبد الله بن ياسين ذاك العالم النابغ في الفقه و أصول الدين الذي بنى تلك الدولة المترامية الأطراف من خيمة صغيرة قطنها سوى بضعة أفراد متمسكين بالإسلام طالبين للعلم في ظل ما تعيشه منطقتهم من بعد عن الدين و من شرك بالله و سيطرة للطغاة و أصحاب المصالح على البلاد فكبرت قوميتهم و رغبتهم في إخراج أهلهم من معصيتهم فتتلمذوا على يد عبد الله بن ياسين حيث علمهم شمولية الإسلام و أصح الدين و كذا استخدام السيف و الصيد من الغاب ليكونوا جماعة صغيرة متعلمة منظمة قادرة على تغيير الأوضاع و نصرة الإسلام فذاع صيتهم و علوت مرتبتهم وهب الناس عليهم راغبيين العلم طالبيين المعرفة و في غضون 6 سنوات أصبحت القلة كثرة و بضعة أفراد ألف فرد و لم يتوقفوا على ذلك الحال حيث أخد الألف بدعوة القبائل المجاورة إلى الدين الصحيح ليتحول الألف إلى ستة ألاف و الستة اثناعشر و الخيمة إلى مدينة لكن في سنة 451ه حصلت نقطة التحول حيث استشهد عبد الله بن ياسين في أحد المعارك ضد القبائل الوثنية...
يتبع...
