النمل أنواع عديدة تربو على ستمئة نوع , و هو يعيش داخل أوكار يبنيها بنفسه من الرمال , أو شقوق حجرية ... يخزن فيها طعامه , و يتم التفاهم بين النمل بحاستي الشم و اللمس . أما حاسة البصر فهي ضعيفة لديه , نظرا لأنه يقضي معظم حياته في ظلام الوكر الدامس, و قد عوضه الله تعالى حساسية قوية في الشم تستطيع تمييز رائحة الإفرازات التي يفرزها أفراد الوكر الواحد , يقوم النمل-في سبيل الحصول على الغذاء-برسم علامات و إشارات على الطريق , ليسترشد باقي النمل إلى سلوك هذا الطريق الموصل إلى الغذاء, و هذه العلامات هي مواد كيميائية تفرزها غدد خاصة في رأس النملة أو في شرجها , و قد قام بعض العلماء مثل ويلسون wilson بتجارب على النمل , أثبتت أن الغدة المسماة دوفور تفرز مادة ذات رائحة مميزة تخطها على الأرض , و تتبادل النملات العاملات تخطيط الطريق , فترسم الواحدة خطا طوله نصف متر , و تتولى الثانية ثم الثالثة...إلخ , و كثيرا ما نرى أسراب النمل ذاهبة أو اتية في خطوط طويلة , فإذا ما حاول أحدنا مسح الطريق بالأصبع , يعم الاضطراب جموع النمل , و تبدأ وسيلته الثانية في التعرف على أبناء عائلته حيث يعمد إلى الملامسة بقرون استشعاره , أو بزوج أرجله الأمامية , و هذه الوسيلة يلجأ إليها النمل داخل الوكر أيضا , إذ يستطيع التعرف على غيره بلمس الجسم و الرأس بمساعدة رائحة خاصة تصدرها قرون الاستشعار, و هذه التلامسات تفيد في عملية نقل الغذاء بين نملة جائعة و أخرى لديها الطعام , و يلجأ النمل أحيانا إلى الرقصات تعني اكتشافه مصدرا للغذاء كما هو الحال بالنسبة للنحل