الفلاسفة العرب : ابن باجة
يعرف ابن باجة بابن الصائغ , و هو أحد الفلاسفة العرب الذين لم يحظوا بشهرة كبيرة في العالم العربي على الرغم من أن فضله و فلسفته عمت بلاد الغرب و قدروها حق قدرها.له قصائد في الشعر لا تقل جودة عن المعلاقات , و كانت أغلب أشعاره تبحث في لغة العقل الإنساني و الطاقة الذهنية للكائن البشري.
يجمع الؤرخون على أنه أندلسي , و قد ولد في أواخر القرن الحادي عشر ميلادية بمدينة سرقسطة و عاش فترة طويلة في الأندلس , و منها أضاء بنور فلسفته سائر بلاد أروبا ثم رحل إلى مدينة فاس بالمغرب و هناك عاجلته المنية و دفن بها سنة 1138م.
اهتم بن باجة اهتماما كبيرا بفلسفة أرسطو , ولكنه لم يأخد نظرياته كضية مُسَلمةٍ , بل ناقشها و نشر عددا من الرسائل في ذلك و من أهم كتبه تدبير التوحيد و رسالة الوداع .
كان من أوائل الفلاسفة الذين نادوا بتحكيم العقل في كل شيء , فوضع فلسفته فيصلا بين المبادئ الدينية المسلم بها و بين ما يقضي به العقل ... و كانت فلسفته في التوحيد و في عظمة الله سبحانه تبدأ أولا من العقل و تنتهي بأدله مقنعة بالإيمان العميق بالواحد القهار.
من يقارن بفلسفة ابن باجة الفيلسوف العربي و بين كتب الفيلسوف الألماني "عمانوئيل كانت" يخرج بنتيجة واحدة لا مراء فيها و هي أن الفيلسوف الألماني "كانت" سار على هدي فلسفة ابن باجة الذي سبقه بمئات السنين...فقد بنى ابن باجة فلسفته على العقل البشري و المبادئ المسلم بها في الرياضيات و الطبيعيات , و هو عين ما نادى به الفيلسوف الألماني "كانت" , و إن اختلفت كتابته في الأسلوب و طريقة العرض.
كان ابن باجة لا يومن بالتخصص , و يثق ثقة لا حد لها بإمكانات العقل البشري فأصدر مؤلفات في المنطق و الهندسة و علم الفلك و علم النفس , بل إنه تعمق في دراسة الطب تعمقا شهد له به العارفون , و له مؤلف ثمين في العلاح بالنباتات و الأعشاب الطبية اسمه : "الأدوية المفردة"
و مما يرثى له أن الكثير من مؤلفات ابن باجة لا أثر لها في البلاد العربية و لم يهثم أحد إلى الان بترجمتها من اللاتينية مع أن هذه المؤلفات مترجمة أصلا من العربية.
